عن السمندي ، عن الصادق ، عن آبائه صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن أفضل الصدقة صدقة اللسان ، تحقن به الدماء ، وتدفع به الكريهة ، وتجر المنفعة إلى أخيك المسلم . ثم قال صلى الله عليه وآله : إن عابد بني إسرائيل الذي كان أعبدهم كان يسعى في حوائج الناس عند الملك ، وإنه لقي إسماعيل بن حزقيل فقال : لا تبرح حتى أرجع إليك يا إسماعيل ، فسها عنه عند الملك ، فبقي إسماعيل إلى الحول هناك ، فأنبت الله لاسماعيل عشبا فكان يأكل منه ، وأجرى له عينا وأظله بغمام ، فخرج الملك بعد ذلك إلى التنزه ومعه العابد فرأى إسماعيل فقال : إنك لههنا يا إسماعيل ؟
فقال له : قلت : لا تبرح فلم أبرح ، فسمي صادق الوعد ، قال : وكان جبار مع الملك فقال : أيها الملك كذب هذا العبد ، قد مررت بهذه البرية فلم أره ههنا ، فقال له إسماعيل : إن كنت كاذبا فنزع الله صالح ما أعطاك ، قال : فتناثرت أسنان الجبار ، فقال الجبار : إني كذبت على هذا العبد الصالح ، فاطلب أن يدعو الله أن يرد علي أسناني فإني شيخ كبير ، فطلب إليه الملك فقال : إني أفعل ، قال : الساعة ؟
قال : لا ، وأخره إلى السحر ثم دعا .
ثم قال : يا فضل إن أفضل ما دعوتم الله بالاسحار ، قال الله تعالى : " وبالاسحار هم يستغفرون " . (1)
---------
(1)البحار د13 ص389