بواقعية البرتغالي مانويل جوزيه المعتادة في المباريات المصيرية، أطاح الأهلي بأنيمبا (الرهيب) وصعد للدور النهائي من البطولة الإفريقية محققاً رقماً قياسياً جديداً في تاريخ القلعة الحمراء بالوصول للمباراة النهائية للمرة الرابعة على التوالي.
وقبل أن نستفيض في تحليل أداء الأهلي في المباراة لابد من الإشارة أولاً أن أنيمبا فريق رهيب يمتلك خط هجوم ممتاز ويملك جهاز فني جيد متمكن من أدواته، وهذا ما لمسناه طوال فترة مشوار الفريق النيجيري في البطولة.
لذا فمحاولة تقليل فوز الأهلي وإقصاءه لأنيمبا واعتباره لضعف المنافس وليس لقوة الفريق الأحمر شيء غير مقبول بالنظر لمشوار الفريق النيجيري القوي طوال مشوار البطولة.
ولو تحدثنا عن مباراة العودة والتي فاز فيها الأهلي بهدف نظيف بعد ان تعادل سلبياً في مباراة الذهاب بنيجيريا نجد ان مانويل جوزيه المدير الفني البرتغالي للفريق تعامل معها بواقعية كبيرة جداً وتمكن من إيقاف كل مكامن قوة وخطورة الفريق النيجيري.
ففي بداية المباراة فاجئ جوزيه الجميع بإشراك فلافيو كمهاجم وحيد رغم بحثه عن الفوز في المباراة وكانت نيته في ذلك مبيتة وواضحة باستغلال سرعة بركات الذي وضعه مع أبو تريكة كقاعدة مثلث رأسها الأنجولي لخلخلة دفاع أنيمبا البطيء (القوي).
وبالفعل تمكن بركات من تكوين ثلاثي هجومي مع أبو تريكة وفلافيو اتسم بالسرعة الكبيرة في النصف ساعة الأولى من الشوط الأول أحرز على أثرها الزئبقي هدفاً صحيحاً لم يحتسب بداعي التسلل.
ووضع جوزيه احمد صديق رجل المباريات الحاسمة في مركز الظهير الأيمن (المريح) أمام فريق مثل انيمبا يعتمد كلياً وجزئيا على الجانب الأيمن (الأيسر) للأهلي.
ولو نظرنا إلى نجوم المباراة (تكتيكيا) نجد ان أحمد حسن وجيلبرتو هما الأفضل بشكل كبير بجانب ثلاثي خط الدفاع المكون من وائل جمعة وشادي محمد واحمد السيد.
فجيلبرتو رغم أن دوره الهجومي كان ضعيفاً جداً إلا إنه استطاع وبنسبة تصل لفوق الـ 80 % إيقاف الجبهة اليمنى الخطيرة للفريق النيجيري كما فعل بالضبط في مباراة الذهاب، ومعه احمد حسن الذي مال على تلك الجبهة طوال المباراة وحتى خروجه منها، وتمكن هو الأخر من تغطية الأنجولي في حالة تقدمه للهجوم.
ولا ننسى ان جيلبرتو أيضاً كان صانع هدف الأهلي الوحيد بعد أن مرر عرضية (معتادة) لمواطنه الأنجولي فلافيو أحرز على أثرها هدف الصعود للمباراة النهائية.
تغييرات جوزيه في المباراة كانت مثالية ومنطقية أيضاً فنزول انيس بو جلبان بدلاً من احمد صديق استعاد به الأهلي السيطرة على وسط الملعب في وقت كاد فيه الفريق النيجيري ان يفرض سيطرته عليه، ونزول سيد معوض بدلاً من أحمد حسن الذي قدم مجهوداً خرافياً في المباراة كان منطقياً لسد الجبهة اليمنى للفريق النيجيري بشكل تام وتأمين النتيجة قبل 10 دقائق من انتهاء المباراة.
أما التغيير الثالث بنزول أسامة حسني بدلاً من فلافيو فلم يكن له أي تأثير فني، ولم يتخطى الهدف منه سوى قتل المباراة في الثواني الأخيرة.
الخلاصة أن جوزيه تعامل فنياً مع المباراة بشكل حكيم وواقعي مع فريق نيجيري قوي وسريع وتمكن من غلق كل مفاتيحه ومواضع القوة فيه بإتقان شديد.
وأمام الأهلي وجوزيه موقعة أخرى قد تكون أصعب عند مواجهة القطن الكاميروني في نهائي البطولة وذلك لأن مباراة العودة ستكون في ياوندي وليس القاهرة.
القطن فنياً لن يكون أصعب من انيمبا ولكن ظروف المباراة هي ما تشير لصعوبة منتظرة والأهلي لابد ان يتعامل مع هذه المباراة بشكل مغاير تماماً عن أداء الفريق في كل البطولة، بمعنى أن الحسم بهدفين أو ثلاثة في مباراة الذهاب في القاهرة شئ ضروري وحتمي لأن الفريق الكاميروني قوي للغاية بملعبه، مع الوضع في الاعتبار الظروف التحكيمية التي قد تواجه الأهلي في مثل هذه المباريات النهائية خاصة لو كانت خارج الديار.
ومثلما وضعنا الثقة في الفريق قبل مباراة العودة نؤكد ثانياً أن الأهلي فنياً يفوق القطن كثيراً، وكل ما نحتاجه الآن هو فقط التركيز بشكل أكبر على الحسم في القاهرة بنتيجة تفوق الهدفين حتى لا نقع في المحظور في مباراة العودة بالكاميرون.