عن محمد بن القاسم وغيره ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن سارة قالت لابراهيم عليه السلام : ياإبراهيم قد كبرت فلو دعوت الله أن يرزقك ولدا تقر أعيننا به فإن الله قد اتخذك خليلا وهو مجيب لدعوتك إن شاء ، قال عليه السلام : فسأل إبراهيم ربه أن يرزقه غلاما عليما فأوحى الله عزوجل إليه : أني واهب لك غلاما عليما ثم أبلوك بالطاعة لي ، قال أبوعبدالله عليه السلام : فمكث إبراهيم بعد البشارة ثلاث سنين ثم جاءته البشارة من الله عزوجل وإن سارة قد قالت لابراهيم : إنك قد كبرت وقرب أجلك ، فلو دعوت الله عزوجل أن ينسئ في أجلك وأن يمد لك في العمر فتعيش معنا وتقر أعيننا ، قال : فسأل إبراهيم ربه ذلك ، قال : فأوحى الله عزوجل إليه : سل من زيادة العمر ما أحببت تعطه ، قال : فأخبر إبراهيم سارة بذلك فقالت له : سل الله أن لا يميتك حتى تكون أنت الذي تسأله الموت ، قال : فسأل إبراهيم ربه ذلك ، فأوحى الله عزوجل إليه : ذلك لك ، قال : فأخبر إبراهيم سارة بما أوحى الله عزوجل إليه في ذلك فقالت سارة لابراهيم : اشكر لله واعمل طعاما وادع عليه الفقراء وأهل الحاجة ، قال : ففعل ذلك إبراهيم ودعا إليه الناس ، فكان فيمن أتى رجل كبير ضعيف مكفوف معه قائد له فأجلسه على مائدته ، قال : فمد الاعمى يده فتناول لقمة وأقبل بها نحو فيه فجعلت تذهب يمينا وشمالا من ضعفه ، ثم أهوى بيده إلى جبهته فتناول قائده يده فجاء بها إلى فمه ، ثم تناول المكفوف لقمة فضرب بها عينه ، قال : و إبراهيم عليه السلام ينظر إلى المكفوف وإلى ما يصنع ، قال : فتعجب إبراهيم من ذلك و سأل قائده عن ذلك ، فقال له القائد : هذا الذي ترى من الضعف ، فقال إبراهيم في نفسه : أليس إذا كبرت أصير مثل هذا ؟ ثم إن إبراهيم عليه السلام سأل الله عزوجل حيث رأى من الشيخ ما رأى فقال : اللهم توفني في الاجل الذي كتبت لي فلا حاجة لي في الزيادة في العمر بعد الذي رأيت .(1)
---------------
(1) البحار ج 12 ص 79