عن علي بن سالم ، عن أبيه قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام أخبرني عن هارون لم قال لموسى عليه السلام : " يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي " ولم يقل : يا ابن أبي ؟
فقال : إن العداوات بين الاخوة أكثرها تكون إذا كانوا بني علات ، ومتى كانوا بني ام قلت العداوة بينهم إلا أن ينزغ الشيطان بينهم فيطيعوه ، فقال هارون لاخيه موسى : يا أخي الذي ولدته امي ولم تلدني غير امه لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي ، ولم يقل : يا ابن أبي لان بني الاب إذا كانت امهاتهم شتى لم تستبعد العداوة بينهم إلا من عصمه الله منهم ، وإنما تستبعد العداوة بين بني ام واحدة . قال : قلت له : فلم اخذ برأسه يجره إليه وبلحيته ولم يكن له في اتخاذهم الجعل وعبادتهم له ذنب ؟
فقال : إنما فعل ذلك به لانه لم يفارقهم لما فعلوا ذلك ولم يلحق بموسى ، وكان إذا فارقهم ينزل بهم العذاب ، ألا ترى أنه قال له موسى : يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري ؟
قال هارون : لو فعلت ذلك لتفرقوا ، وإني خشيت أن تقول لي : فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي . (1)
----------
(1) البحار ج13 ص160